تقريــــــــــــــر
من وراء أسوار القهر و النهب، أسوار سجن بولمهارز الرهيب، يخوض الطالبيـــــــن و المعتقلين السياسيين الصحراويين، معتقلي الحركة الطلابية الصحراوية، فضيلي الطوير ( رقــــم الاعتقال: 97886 )
و ناجي شرابارا ( رقم الاعتقال: 98068 ) إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ يومه الأربعاء 22 أبريل 2009
و ذلك احتجاجا على : الاعتقال التعسفي الذي طال المناضل الصحراوي ناجي شرابارا و كذا احتجاجا على سياسة التماطل واللامبالاة التي ينهجها قضاء الاحتلال الجائر اتجاه الملف المفبرك في مخافر قوات القمع المغربية، و الموضوع تحت رقم 08/232 و الذي لا يسعى إلا لتكميم أفواه و تكبيل أيادي و فرملت نضالات أحفاد الولي مصطفى السيد مفجر ثورة 20 أيار الخالدة.
و ترجع أحدات صك الاتهام الموجه للمعتقل السياسي ناجي شر بارا إلى تاريخ 13 أبريل من السنة الميلادية 2008 ، بعد أن تعرض رفيقه في درب النضال ، المعتقل السياسي الصحراوي فضيلي الطوير لمحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد، على أيادي بعض القوى الإجرامية المتآمرة على جوع و ألم شعبنا الأبي ، و التي لا هم لها بعد ألولاء لمن يدفع لهاء سوى تصفية و إبعاد الجماهير من معركة تقرير المصير.
وهي أحداث ستبقى لعنة تلاحق الجلادين و العملاء في الأرض و في السماء، بالرغم من محاولة الفاقها للمناضلين الشرفاء من أمثال ناجي شربارا الذي ليست له أي يد في هذه الأحداث و محاولات القتل الغادرة، و فد أثبتت براءته أمام قاضي التحقيق كتابيا و شفويا في جلسات استماع عبر فيها الضحية عن براءة رفيقه من دمه ، إلا أن حرية المتهم تبقى مفقودة للآن الحوار مع قاضي قوى الاحتلال ما هو إلا حوار مع قاض أطرش لا يسمع إلا أوامر أسياده الجلادين الطغاة.
وصك الاتهام هذا ، لا يخلو أن يكون مسرحية من المسرحيات الهتشكوكية التي تألفها سلطات الاحتلال ، من أجل تكريس واقع التشرذم و التفرقة في صفوف جماهير شعبنا الأبي. و هي مسرحيات زجاجية تتكسر و باستمرار و مند أكثر من تلاتة عقود على الأرضية الفلادية لجماهيرنا التي لا تزيدها الضربات إلا قوة و صلابة، و هاهي تتكسر اليوم في هذه المعركة البطولية ، معركة الأمعاء الفارغة التي يخوضها اليوم و لسخرية القدر و لتفاهة مؤلفي قوى الاحتلال ، يخوضها المتهم و الضحية، الذين ليسا إلا وجهين لعملة واحدة، لا يمكن فيها فصل أحد الوجهين عن الأخر هذه العملة الصعبة هي عملة المناضلين الأحرار، الذين امنوا بالمبادئ 16 وحملوا على عاتقهم وفي الوقت الذي يسبح فيه النظام ضد التيار ، مستعمل أسلوب التعميه و التمويه على نضالات الجماهير الصحراوية ، و بعد أن وقف المعتقلين السياسيين الصحراويين ، فضيلي الطوير و ناجي شرابارا على عتبة الاستشهاد و هم يصعدون إلى حتفهم باسمين على حد تعبير شاعر الثورة و الغضب محمود درويش، في هدا الوقت تم إخراج المناضل فضيلي الطوير لمستشفى ابن زهر فجر يوم السبت 17 ماي 2009 على الساعة الرابعة ، لتلقي العلاجات الضرورية بعد دخوله في غيبوبة مطولة و لسوء أحواله الصحية التى أصبحت تعرف تدهورا شديدا ، حيت عرفت على مستوى الضغط الدموي وصل معدله يوم السبت 16 ماي 2009 قبل نقله إلى المستشفى إلى 6/8 ، أما على مستوى الكلية فحاله ينذر باحتمال وقوع فشل تام بها ، ناهيك عن الوجع الشديد على مستوى الأمعاء و المعدة، أما على مستوى الرجلين فلم يعد يقدر على التحرك خاصة و أنها لم تمضي إلا أشهر قليلة عن الإضراب البطولي الذي دام 42 يوما ، و الذي أدى فيه الرفيق إلى فقدان السيطرة على رجليه ، الشيء الذي جعله على بوابة الشلل النصفي. مما ألزمه الفراش أغلب الوقت ، وفي حاجة دائمة إلى كرسي متحرك غير متوفر بشكل دائم داخل السجن ، ليكون نقله معتمدا على سواعد رفاقه الأشاوس ، ويبقى فقر الدم المرض الأكثر خطورة الذي يعاني منه الرفيق فضيلي الطوير، الشيء الذي يندر بكارثة إنسانية من و راء أحجار و أصوار سجن بولمهارز، هذا وقد تم إرجاعه في مساء نفس اليوم إلى بحور القيد و الاحتجاز بعد رفضه للرقص على حبل العلاج الذي يفصل الحياة عن الاستشهاد، أما المعتقل السياسي الصحراوي ناجي شرابارا فحالته الصحية تزداد يوما بعد يوم سوأ ، خاصة و أنه يعاني من أمراض مزمنة كالربو و الكليتين الأمر الذي زاد من تأزم وضعيته الصحية المتهالكة، و إضافة إلى انه يعني من انخفاض شديد في الوزن و كدا الضغط الدموي الذي وصل يومه السبت 16 ماي 2009 إلى 7/9 . وتنتابه حالات التقيؤ و الغثيان من كثرة تناول مادتي الماء و السكر، و التي تصاحبها عادتا حمى مزمنة ، زد على ذلك آلام حادة على مستوى الظهر و كذا معاناته مع مرض البواسير. وتبقى لائحة الأمراض الظاهرة و الخفية طويلة و ثقيلة ثقل الظلم و الحيف الجاثم على قلوب و أجساد أبناء الشعب الصحراوي الأبي.
هذا و قد تم نصح الرفيقين من طرف أطباء و إدارة السجن برفع الإضراب لأنهم يتجهون نحو استشهاد محتم، لاسيما و أن تعليقهم لإضراب مفتوح دام 42 يوما لم تمضي عليه إلا شهور قليلة ، إلا أن الاستمرار في المعركة كان هو الرد ، فإما عظماء فوق الأرض أو عظاما في جوفها ، ولأنهم شجرة شربت ملح الشهيد و لأنهم تزوجوا النضال و التضحية في كنيسة كاثوليكية فلا كان الطلاق أبدا لتتوج هذه المعركة البطولية بإطلاق سراح معتقل الصف الطلابي الصحراوي ناجي شارابار حرا طليقا ليشق طريق الكفاح خارج أسوار السجن بجانب رفاق التحرير ، لم يردوا إلا كما رد أرنستو تشيكيفارا حينما قال له البعض : انك تتجه نحو موت محقق فرد قائلا " لا يهمني متى و أين سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الثوار يملؤون العالم ضجيجا، لكي لا ينام بكل ثقله على أجساد الفقراء و المحرومين
عن معتقلي الصف الطلابي الصحراوي بسجن بولمهارز